ماذا أكتب هُنا وماذا أكون؟؟

يُحكي أن وراء الجُدران الرمادية في يومٍ عاديٍ منْ أيام الدهر افترشت هي الورد سريرا و باتت تُهدهدُها للنوم طيورٌ مهاجرةٌ لبلاد الوجع المعجون بطعم القهر نامت كأن النوم منجاةٌ وكأن الحرب قد بدأت وكأن بعيدٌ هو ذاك النصر جمعت حقائب هزائمها وركضت بين جيوش الحزن هي ما خاضت يوماً معركة إلا وأنهتها بخذي الفر قصتها حزينة كضحكتها تُروي علي ألسنة الحكائين كسبيل مثالٍ لا حصر يُحكي أن جاءها جُرحٌ اخفي من عينيها ضوء القلب فلجأت إلي بلاد النوم هاربة حُجتها أن البحر عميق جداً وأنها تغرق فيه سواءٌ مع شمس الغرب وحجتها أنها طفلة مدللة لاتحمل زادا يكفي ليُطعم جوع الدرب حتي أوعية الماء معها قد ظمأت كادت أن تُفقد خوائصها كاد أن يُشعلها حريق الحرب ذهبت وكحلت بالنوم جفون متعبة حتي ذاب الكحل في الدمع المتحسر بآهات الكرب لم تعرف لم تعرف أن النوم في معاجم اللغة ضعفا وشحوب لم تعرف أن النوم خلسة سهلٌ وأن الصحوة وجعٌ وأن بعض الداء دواء وبعض النوم هروب لم تعرف أنها حمقاء تنشد علي الأرض كمالاً والنفس الإنسية مشوهة بآفات وعيوب يا من تخشين قلب الحياة إن الحياة عقل الجنون وإن الخوف من الخوف جُبن وكل ذنب إلا الجبن يهون كل الخطايا بإذن الله ممحوةٌ ولكن اليأس من روح الله شركا بصاحبه يخون إن العواصف قد رحلت هادمةٌ هنا بيتا و هادمةٌ حصون إن الليل يطفأ فينا قمرٌ يطفأ حتى الأمل الحنون قد قالوا أن النور جريمة في حق الظلام وحق السكون و أنتِ مازالتِ كما أنتِ في نومك نائمة علي هوامش الدنيا مغلفةٌ بألحفة الشجون كم مضت قبلُكِ دُنَّا وكم مرت من قبلكِ قرون قد سئم النوم من نومك ومازال بالصمت الجلاد يحتكم ومازال تعلو بداخلنا سجون كل الأحلام إلي الغد مرتحلة ألا ترحلي معها فإن لم يكن نبض الدماء في القلب حياةٌ فماذا يكون؟؟ وإن لم تكن الحياة صلاة وحب فماذا..ماذا تكون؟ وإن لم تكوني أنتِ فماذا أكتب هُنا وماذا أكون؟؟