Saturday, August 29, 2009

رولا جبريل وعقدة الخواجة المصرية

بعد الضجة الاعلامية الهائلة والتى تبناها الكثيرين من الاعلاميين وصاحبى الأقلام فى كل مكان عن رولا جبريل الصحفية العالمية الشهيرة بجرأتها والتى تحمل الجنسية الايطالية والاسرائيلية، كان لزاما على ان اجلس أمام القاهرة والناس لأشاهدها وأتابع الحوارات التى حتما ستهز مصر، فبالنسبة لى هذا هو المبرر الوحيد للاستعانة بقوى اذاعية اجنبية، فتحت التلفزيون وجلست اشاهدها مع "غالى" واخرجت مخالبى منتظرة ما ستفعله تلك القطة البرية الجميلة الملامح التى تتميز بتان وهمى أعتقد انها اخدته فى شرم او الغردقة، ما علينا من شكلها، بدأت رولا تسأل، فصدمتنى لغتها العربية المكسرة والتى يصعب على الضيوف انفسهم احيانا فهمها، قلت مش مشكلة الغاية تبرر الوسيلة، ادينى يا رولا بأه اسئلة جامدة تخللى الضيف يا اما يقوم يروح يا اما يقول كلام جديد غير الكلام المستهلك اللى بنسمعه على طول زى مثلا ما محمود سعد بيعمل والا عمرو الليثى والا مفيد فوزى، والا لميس و غيرهم كتير، الا انى فوجئت بأسئلة بتطبطب على الضيف، و مافيش كلام جديد بيتقال، قلت مش مشكلة اديها فرصة تانية، النهاردة كان معاها حنان ترك والحوار اتحول لنفسنة ستات وكلام عن الكوافير اللى حنان عاملاه للمحجبات، بصراحة اصبت بحالة من الغثيان، يا نهار اسود! اومال جرأة ايه وايطاليا ايه؟ وفى النهاية ده مستوى الاسئلة وده مستوى الحوار، الحقيقة لحظتها افتكرت مذيعين كثير ومذيعات اكثر لديهم من الجرأة ما يفوق رولا هانم بكثير بل وصحفيين وصحفيات ايضا لكن يمكن عيبهم الوحيد انهم صنعوا فى مصر، مع ان ميزتهم ان لديهم من اللغة ما يمكنهم من محاورة واضحة على الاقل لينا يا قاهريين وده حسب اسم القناة اللى المفروض عنوانها هو "القاهرة والناس" يعنى الكلام موجه لينا مش لايطاليا ولا للعرب مع كامل احترامى ليهم.. قلت يا بت مش مشكلة اهى عقدة الخواجة اللى لازم تنط لنا من وقت للتانى فى شتى نواحى حياتنا، واللى طبيعى ان كل اللى عندهم العقدة ده يصقفوا ويتغنوا برولا النصف ايطالية والنصف عربية الجريئة اللى ماجبتهاش ولادة دون ادنى نظرة موضوعية لما تقدمه رولا، الناس دى بتقعد متنحة وبتصقف لمجرد انها اجنبية...افهم ان ده يصدر من انسان بسيط معمول له مسح مخ يا ولداه، لكن من صحفيين واعلاميين، اظن عيب أوى اوى الكلام ده، على الأقل لانهم عارفين ان الجرأة عمرها مابتكون جرأة مذيع لواحده لكن جرأة قناة بأكملها، وهامش الجرأة ده لو قليل فى قناة لايمكن ان نتخطاه بأى شكل من الأشكال، فقد كان لى الحظ ان اظهر فى معظم الفضائيات والبرامج وكتير مثلا كانوا بيقولوا لى اوعى يا أمل تقولى كذا او كذا، اوعى تتكلمى فى الموضوع الفلانى...الى اخر المحاذير اللى بتضع على بق الضيف نفسه الف قطعة سوليتيب فما بالك المذيع، فالموضوع مش موضوع عضلات مذيع لأ الموضوع فى المرتبة الأولى هو موضوع عضلات قناة.. المهم عدت مأساة رولا وقلت أشوف البرنامج اللى بعده فلاقيته يا اخوانا برنامج "لماذا؟" و المذيع تونى خليفة، الله؟ ضربت عينى على لوجو القناة مرة تانية علشان اتأكد ان اسمها "القاهرة و الناس" لاقيتها مظبوطة قعدت اتفرج وكان مستضيف "رولا سعد" وطبعا هو لبنانى وهى لبنانية فكان بينطلق براحته فى اللهجة اللبنانى مما أدى الى ان الضيوف المصريين اللى كانوا قاعدين معايا مايفهموش كلام كتير ولانى عندى اصحاب لبنانيين كتير وبفهم لهجتهم كويس نوعا ما، فكنت بقوم بالترجمة.. خلص البرنامج لاقيت نفسى بخبط كف على كف واقول أمال "قاهرة" ايه؟ وانهى ناس اللى القناة دى بتخاطبهم؟ انا شايفة انه كان من الأولى ان طارق نور يسميها "أجانب القاهرة والناس".. قلبت القناة وأنا بتحسر علينا كشعب بيموت فى كل ما هو غير مصرى وبيضرب له تعظيم سلام بغض النظر عن جودته، بدءا بالتيشيرت اللى مصنوعة فى لندن من قطن مصرى و فى مصانع مصرية لكن عليها براند انجليزى فبيخلى تمنها 300 جنيه مع انها متكلفة 20 جنيه وهى زى الفل لان القطن مصرى والصناعة برضه فى مصر، وانتهاء باستيراد مذيعين ومذيعات علشان اعلامنا يبقى براند برضه، الله هى جت على وسائل الاعلام وقفلت؟!! اتساءل الى متى سنظل نعانى وطأة عقدة الخواجة فى كل حاجة؟ أنا تعبت مصرية بموت فى مصر وفى كل ماهو مصرى، صنع وادعك واتمرمط واتمرمغ فى تراب مصر، عارفين ليه؟ لانه بيبقى قريب منى، شبهى، بفهمه وبحس بطعمه، وبيفهمنى ويحسنى، علشان كده اخطر شيئ انى أخاطب شعب بلهجة وفكر شعب تانى، لا الكلام عمره هيوصل، ولا الشعب عمره هيفهم، ولا الاعلامى الاجنبى عمره ماهيكون ملم بخبايا امور الضيوف المصنوعين فى مصر، فلذلك هتنتج برامج مشوهة، حتى تونى فى حواره مع رولا سعد ولانها من بلده، فكان فاهم خباياها ومدرك لمفاتيحها، ولانه من بلدها وهى كمان عارفة خفايا اموره فكبسته كبسة سودا، عكس حواراته مع المصريين وده طبيعى جدا، الورد البلدى لو اتسقى بدل مية النيل عصير جريب فروت هيتخنق، وهو ده اللى بيحصل لى أودام البرامج اللى بتشر جريب فروت فى حين انى محتاجة لبق مية مصرى..

No comments:

Post a Comment